إسم إبنك بين المباح والممنوع ..!!
إختيار أسماء الأبناء في الإسلام ليس مجرد قرار شخصي؛ بل هو فعل يعكس القيم الثقافية والدينية، ويؤثر على نظرة المجتمع للشخص ومعاملته، مما يجعل من الضروري فهم الأحكام الشرعية التي تتعلق بالأسماء.
الفهرس
- الأصل في الأسماء: الإباحة أم الحظر؟
- ضوابط تسمية الأبناء في الإسلام
- ألا يحمل الاسم معنى سيئًا أو مذمومًا
- ألا تدل على عظمة أو تعظيم مبالغ فيه
- ألا تكون من أسماء الله وصفاته الخاصة به
- ألا تكون أسماء لأصنام أو آلهة وثنية أو شخصيات كافرة معروفة
- تجنب الأسماء التي تحمل دلالات خادشه للحياء
- أمثلة تفصيلية على أسماء شائعة ومدى جوازها
- أسماء جائزة ومحبوبة
- أسماء محرمة أو مكروهة
- ختــاما

الأصل في الأسماء: الإباحة أم الحظر؟
في الشريعة الإسلامية، القاعدة العامة أن جميع الأسماء مباحة ما لم يرد نص يحرمها أو يمنعها. لذا فإن الأصل هو إباحة الأسماء. ومع ذلك، تأتي بعض الضوابط التي تضع قيودًا على الأسماء حتى لا تُخالف العقيدة أو الآداب العامة في الإسلام. وقد ورد في السنة النبوية أن الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم” قام بتغيير بعض الأسماء لأسباب شرعية؛ إذ غير أسماء بعض الصحابة إذا كانت تحمل معاني سلبية أو غير لائقة، أو إذا كانت تتعارض مع العقيدة.
ضوابط تسمية الأبناء في الإسلام
ألا يحمل الاسم معنى سيئًا أو مذمومًا
يحرص الإسلام على الحفاظ على الكرامة والاعتدال في كل شيء، بما في ذلك الأسماء. فالأسماء التي تحمل معاني تشير إلى السوء، أو الذل، أو الإساءة للنفس أو للآخرين، غير جائزة. على سبيل المثال:
- أسماء مثل “شيطان” أو “هالك” تحمل دلالات سلبية أو مخيفة.
- من الأفضل تجنب الأسماء التي تتضمن إهانة أو تقليلًا من كرامة الشخص، لأن هذه المعاني تتعارض مع أخلاقيات الإسلام.
ألا تدل على عظمة أو تعظيم مبالغ فيه
الإسلام يدعو إلى التواضع والبُعد عن الفخر الزائد، ولذلك فإن الأسماء التي تُعطي انطباعًا بعلوّ الشخص أو تعظيم الذات إلى درجة مبالغ فيها قد تكون غير جائزة. ومثال على ذلك:
- “ملك الملوك” أو “قاضي القضاة”: تُعتبر أسماءً تحمل صفة من صفات العظمة التي يجب أن تكون لله وحده. ورد في الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله”، لأن هذا لا يصلح إلا لله عز وجل فهو ملك الملوك، وأما المخلوق فلا يقال إنه ملك الملوك، وإنما يقال ملك مثلما جاء: ( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ) ، كما جاء في قصة العزيز في سورة يوسف مما يدل على أن بعض الأسماء لا تجوز لأنها تتعارض مع توحيد الألوهية.
- حتى كلمة “ملك” عندما تُطلق على شخص قد يكون فيها لبسًا، وقد أشار بعض العلماء إلى كراهة هذه الأسماء، إلا إذا كانت مقصودًا بها المعاني الشائعة غير المتعالية.

ألا تكون من أسماء الله وصفاته الخاصة به
الله سبحانه وتعالى له أسماء وصفات تُميزه، ولا يجوز أن يحمل الإنسان أسماءً تختص بالله وحده، إذ إن هذه الأسماء تشتمل على معانٍ عظيمة. ومن هذه الأسماء:
- “الرحمن” و”الخالق” و”الجبار” و”المصور”: تُعتبر أسماءً لله ولا يجوز استخدامها إلا إذا أضيف إليها “عبد” كـ “عبد الرحمن” و”عبد الله”. وهكذا تصير الأسماء لائقة وذات دلالات شرعية.
- من المستحب في الشريعة الإسلامية استخدام أسماء الله المضافة إلى “عبد” مثل “عبد الغفور” و”عبد الكريم”، فهذه الأسماء تُشعر الإنسان بالعبودية لله، وتذكّره بعلاقته بربه.
ألا تكون أسماء لأصنام أو آلهة وثنية أو شخصيات كافرة معروفة
أحد الضوابط الأساسية في تسمية الأبناء هو تجنب الأسماء التي تحمل دلالات تعود إلى الأصنام أو الآلهة التي عبدت من دون الله في الثقافات الأخرى، أو إلى شخصيات كافرة كان لها تأثير سيئ على البشرية. ومن الأمثلة على هذه الأسماء:
- “هُبَل” و”مناة”: أسماء لأصنام كانت تُعبد في الجاهلية، ولا تجوز التسمية بها لأن فيها تمجيدًا للوثنية.
- “راما” و”سيتا”: أسماء ترتبط بآلهة في الديانات الهندوسية، وتعتبر غير جائزة شرعًا لأن فيها إشادة بديانات أخرى تتعارض مع العقيدة الإسلامية.
تجنب الأسماء التي تحمل دلالات خادشه للحياء
تعتبر الشريعة الإسلامية حياء الإنسان من أرقى الفضائل، لذا يجب أن يكون الاسم محتشمًا ولا يحمل دلالات غير مناسبة، حفاظًا على احترام الشخص.
أمثلة تفصيلية على أسماء شائعة ومدى جوازها
أسماء جائزة ومحبوبة
- أسماء البنات:
- رِيتال: هذا الاسم يعبر عن جمال الصوت أثناء قراءة القرآن، ويُعدّ من الأسماء الحديثة المقبولة.
- تاليا: يُقصد به “الفتاة التي تتلو”، وهو من الأسماء الحديثة التي تُعبّر عن معنى جميل.
- جود: يعني الكرم والسخاء، وهو اسم مفضل لأنه يحمل معنىً محببًا في الإسلام.
- أسماء الأولاد:
- تيم: يعني العشق أو المحبة، وهو اسم حديث لا يحمل أي دلالات سلبية.
- ريان: باب في الجنة يُسمى “باب الريان”، لذلك يعتبر اسمًا محببًا ولا شبهة فيه.
- ليان: يعني الراحة والرغد، وهذا المعنى لا يخالف أي ضابط شرعي.
أسماء محرمة أو مكروهة
- أسماء البنات:
- راما: يُشير إلى إحدى آلهة الهندوسية، ولهذا يعتبر غير جائز شرعًا.
- لمار: اسم يحمل معنى الذهب أو بريقه، لكن بعض العلماء يرونه مكروهًا إذا كان بمعنى آخر غير معلوم لأنه اسم مستحدث وليس له دلالة إسلامية واضحة.
- ملك: معناه قائد او حاكم ، فيه شبهة لأن له دلالات التملك والتعالي، مما جعل بعض العلماء يكرهون استخدامه.
- أسماء الأولاد:
- شاهيناز: من الأسماء ذات الأصول الأجنبية التي تحمل معاني غامضة، وقد تكون مكروهة بسبب عدم وضوح معناها.
- فرعون: هذا الاسم يعد من الأسماء المكروهة لأنه يرتبط بشخصية ظلمت واضطهدت البشر.
ختــاما
عمومًا، يُفضل في الإسلام اختيار الأسماء التي تحمل معاني إيجابية وتُذكر بأخلاق إسلامية جميلة. كما أنه من الأفضل اختيار الأسماء التي كان يُسمى بها الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم أو الأسماء التي تحمل معانٍ سامية تعبر عن الفضائل والأخلاق الإسلامية.
لا يوجد تعليقات