الكعب العالي للرجال “Unisex High Heels” !!
في الوقت الحالي، يعتبر الكعب العالي جزءًا أساسيًا من الموضة النسائية، ويستخدم للتعبير عن الأناقة والقوة والثقة. ولكن قد يكون من المفاجئ لكثيرين أن الكعب العالي لم يكن في الأصل مخصصًا للنساء، بل كان جزءًا من الموضة الرجالية في العصور الماضية. وعلى مدار التاريخ، تأرجح الكعب العالي بين الجنسين، ليصبح اليوم رمزًا أنثويًا بإمتياز، ولكنه بدأ يظهر مجددًا في بعض الأزياء الرجالية. فما هو تاريخ الكعب العالي للرجال، وكيف تطور عبر الزمن، ولماذا يعود إلى الأضواء اليوم؟
الفهرس

الجذور التاريخية للكعب العالي للرجال
تعود أولى إستخدامات الكعب العالي إلى القرن السابع عشر في بلاد فارس (إيران الحديثة)، حيث إستخدمه الرجال كجزء من الزي العسكري. كان الهدف من الكعب في ذلك الوقت هو تمكين الفرسان من تثبيت أقدامهم في الركائب (الدعاسات) أثناء القتال على ظهور الخيول. الكعب العالي كان عمليًا للغاية في هذا السياق، حيث يساعد في الحفاظ على ثبات القدمين أثناء الركوب، مما يمنح الفرسان مزيدًا من الإستقرار في المعارك.
عندما بدأت بلاد فارس تتواصل مع أوروبا في تلك الفترة، إنتقل إرتداء الكعب العالي إلى الطبقة الأرستقراطية الأوروبية. وكان الرجال من الطبقات العليا يرتدون الكعب العالي كرمز للمكانة الاجتماعية والثروة. في فرنسا، أصبح الكعب العالي مرتبطًا بالملك لويس الرابع عشر، الذي كان معروفًا بحبه للكعوب العالية، وإرتداء أحذية ذات كعب أحمر، رمزًا للسلطة والنفوذ.

الكعب العالي كرمز للقوة والسيطرة
في بداية إستخدامه في أوروبا، كان الكعب العالي يعتبر وسيلة لتمييز الرجال من الطبقات العليا. إرتبطت الأزياء الرجالية في ذلك الوقت بالكعب العالي، حيث كان يتم تصميم الأحذية ذات الكعب لجعل الرجال يبدون أطول وأكثر هيبة. كان الكعب العالي بالنسبة للرجال في تلك الحقبة وسيلة لإظهار القوة والسلطة.
إستمر إرتداء الكعب العالي بين الرجال خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولكنه بدأ يفقد شعبيته تدريجيًا مع تغييرات في الموضة والأذواق الإجتماعية. بحلول القرن التاسع عشر، بدأت الموضة تميل نحو البساطة والراحة، وأصبح الكعب العالي من العناصر النادرة في الأزياء الرجالية.
التحول إلى موضة نسائية
مع دخول القرن التاسع عشر، بدأ الكعب العالي يتحول تدريجيًا إلى جزء أساسي من الموضة النسائية. كانت النساء في البداية ترتدين الكعب العالي كوسيلة لإبراز مكانتهن الإجتماعية والتقليد الأنيق للرجال الأرستقراطيين. ولكن مع مرور الوقت، تحول الكعب العالي إلى رمز للأنوثة، يعكس جمال القدم وطول القامة والرغبة في التعبير عن الأناقة.
وبحلول القرن العشرين، أصبح الكعب العالي جزءًا لا يتجزأ من الموضة النسائية، بينما اختفى تقريبًا من أزياء الرجال. ولكن على الرغم من هذا التحول، كان هناك دائمًا إستثناءات في الثقافة الشعبية والفنية. بعض الفنانين والموسيقيين إرتدوا الكعب العالي كتعبير عن التمرد أو الإبداع، مثل نجم الروك “ديفيد بوي“، الذي إستخدم الكعب العالي كجزء من أزيائه الجريئة والفريدة.

عودة الكعب العالي للرجال في العصر الحديث
في العقود الأخيرة، شهدت الأزياء تطورات جديدة مع تطور فكرة الأزياء غير التقليدية وكسر الحدود بين الجنسين. اليوم، أصبح الكعب العالي يظهر مجددًا في بعض مجموعات الأزياء الرجالية. تتبنى بعض دور الأزياء والمصممين المعاصرين، مثل “غوتشي” و “إيف سان لوران“، الكعب العالي كجزء من تصاميم الرجال، مما يشير إلى عودة محتملة للكعب في الأزياء الرجالية.
تعتبر هذه العودة إنعكاسًا للتحولات الثقافية والإجتماعية التي تتحدى التقسيمات التقليدية بين الملابس الرجالية والنسائية. في الوقت الذي تسعى فيه الموضة إلى تحرير الأفراد من القيود الإجتماعية، يُنظر إلى إرتداء الكعب العالي من قبل الرجال اليوم كوسيلة للتعبير عن الهوية الشخصية، وكسر القوالب النمطية المرتبطة بالجنس.
التحديات والقبول المجتمعي
على الرغم من أن الكعب العالي للرجال بدأ يجد مكانًا له في بعض الأوساط، إلا أن إرتداء الكعب لا يزال غير مقبول على نطاق واسع في الثقافة السائدة. يواجه الرجال الذين يختارون إرتداء الكعب العالي إنتقادات ومواقف سلبية من بعض الفئات المحافظة. ومع ذلك، يعتبر هذا الإتجاه جزءًا من حركة أكبر تدعو إلى حرية التعبير عن الذات وتجاوز التصنيفات الإجتماعية التقليدية المتعلقة بالملابس.

ختــاما
الكعب العالي للرجال ليس جديدًا كما يعتقد البعض، بل له تاريخ طويل يعود إلى قرون مضت، حيث ارتبط بالقوة والسلطة والطبقة الأرستقراطية. ومع مرور الوقت، تحولت الأزياء وتغيرت مفاهيم الجندر، ليصبح الكعب العالي جزءًا من الأزياء النسائية. لكن اليوم، في عصر تتحدى فيه الموضة الحدود التقليدية، بدأ الكعب العالي يجد طريقه مرة أخرى إلى أقدام الرجال، كرمز للتعبير عن الفردية والحرية.
في نهاية المطاف كل شخص له مطلق الحرية فيما يرتدية، بغرض تحقيق الثقة بالنفس والإرتياح في الحركة بكافة أشكالها ولكن بالنسبة لي، أنا أري أنه من غير المقبول إطلاقا إرتداء الرجال للكعب العالي حيث أنه أرتبط ذهنيا بأنه رمز للأنوثة فقط ، وإن كان قديما يستخدم لأغراض حربية مهمه وإتقان ركوب الخيل ، نحن الأن في العصر الحديث غير مرغمين أبدا بالإقتداء بما كان يفعله الرجال قديما .
في النهاية الرأي في هذا الموضوع يعتمد على التجارب الفردية والخلفيات الثقافية لكل شخص، ويمكن أن تكون هناك آراء متباينة حول تأثير إرتداء الرجال للكعب العالي على المجتمع.
لا يوجد تعليقات