جولة داخل دماغ بشري مع أيلون ماسك
قديماً كان يعتقد أن صناعة الإنسان الآلي شئ شبه مستحيل أو مجرد التفكير في كيفية التعامل معه وتحديد مهامه كان من الصعب تخيله أما الآن أصبح ذلك واقعاً حقيقياً في الحاضر الذي نعيش فية، ولم يقف التطور التكنولوجي إلى هذا الحد بل ظهرت واحدة من أهم الإبتكارات البشرية التكنولوجية التي قد تعيد تشكيل مفهوم التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا، وإنشاء رابط مباشر بين العقل البشري والحواسيب، حيث يرى أن الدمج بين الإنسان والآلة قد يصبح ضرورة في المستقبل للتكيف مع التطور السريع في الذكاء الإصطناعي.
هي زراعة الشرائح الإلكترونية في دماغ الإنسان، وتهدف إلى تعزيز قدرات الدماغ البشري بطرق غير مسبوقة مثل تحسين الذاكرة والتحكم في الاجهزه عبر التفكير وحتى المساهمه في علاج بعض الاضطرابات العصبية مثل مرض باركنسون.
أعلن الملياردير الأمريكي -إيلون ماسك- عن تعافي أول مريض من البشر خضع لزراعة شريحة دماغية أثار الكثير من التساؤلات لعل أبرزها ماهي هذه الشريحة وماذا تفعل بأجسادنا وما الغرض منها؟
شركة -نيورالينك Neuralink- التابعة لإيلون ماسك هي شركة ناشئة عام 2017 لبناء واجهة إتصال بين الدماغ والحاسوب، ومن شأنها أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من إصابات مؤلمة في تشغيل الهواتف واجهزة الكمبيوتر بإستخدام أفكارهم فقط، حيث أجرت عملية لزراعة شريحة دماغية على إنسان في خطوة كبيرة نحو هدف الملياردير المتمثل في تمكين الناس يوما ما من التحكم في أجهزة الكمبيوتر بعقولهم.
قال ماسك على منصتة عبر الإنترنت -إكس- أن المريض يتعافى بشكل جيد بعد الإجراء الجراحي له وأضاف قائلاً تظهر النتائج الأولية إكتشافات واعدة لتحفيز الخلايا العصبية.
حيث طورت -شركة نيورالنيك- روبوتاً جراحياً مخصصاً لإجراء عملية الزرع ويقوم الروبوت بإدخال الشريحة وسلسلة من الأقطاب الكهربائية والأسلاك فائقة الدقة داخل جمجمه المستخدم حيث ترسل الشريحة إشارات الدماغ لاسلكياً إلى تطبيق تابع للشركة فيقوم بتحويل هذه الإشارات إلى افعال وأوامر، ويتم شحن الشريحة لاسلكياً، كما جاء هذا الفيديو موضحاً
والجدير بالذكر أن البشر شهد نوعاً مشابهاً من هذه التكنولوجيا من قبل، إذ تعتمد -شركة نيورالنيك- على تكنولوجيا تم إستخدامها لعقود طويلة، تهدف إلى زرع أقطاب كهربائية في أدمغة الإنسان لتفسير بعض الإشارات الدماغية وعلاج حالات الشلل والصرع.
يتميز جهاز -نيورالنيك- عن غيرة من الأجهزة السابقة الذي قال -ماسك- أنه سيطلق علية اسم -تيليباثي- بإحتوائه على أكثر من 1000 قطب كهربائي وهو عدد أكبر بكثير من الأجهزة السابقة فهو يستهدف الخلايا العصبية الفردية بينما يستهدف العديد من الأجهزه الأخرى الإشارات الصادرة عن مجموعات من الخلايا العصبية.
وأخيراً منحت -هيئة الغذاء والدواء الامريكية- ترخيصاً للشركة لبدء التجارب البشرية على الشريحة وذلك بعد رفضها الأمر في البداية بسبب مخاوف تتعلق بسلامه الأشخاص.
حيث جاء ذلك بعد أن أجرت الشركة سلسلة من تجارب تلك الزراعة على حيوانات مختلفة وتسببت في معاناة لبعضها، وقال موظفون سابقون بالشركة لوكالة -رويترز للأنباء- أنه في إحدى الحالات جرى زرع الجهاز في موضع خاطئ بالخنازير مما أدى إلى نفوقها، وفي حالة أخرى تم زراعتها على قرود أدت إلى تورم في الدماغ والإصابة بالشلل لبعضهم.
ختامًا، تعتبر زراعة الشرائح الإلكترونية في الدماغ خطوة جريئة قد تفتح آفاقًا واسعة نحو مستقبل لم يكن في الحسبان. فالتقنيات التي تسعى شركة -نيورالينك- إلى تطويرها قد تحمل إمكانيات هائلة لتحسين جودة حياة البشر، خاصةً لمن يعانون من أمراض عصبية مزمنة. لكن يظل هذا النوع من الابتكارات محفوفًا بتحديات أخلاقية واجتماعية وتقنية.
لا يوجد تعليقات