حلقة وصل بين الأجيال
إن التكنولوجيا والعالم الرقمي سلاح ذو حدين، له إيجابيات وسلبيات عدة ومن أهم تلك السلبيات هي التأثير سلباً على التواصل بين الأجيال وحدوث فجوه فراغية بينهم وإبراز الاختلافات في المعرفة والمهارات بين الآباء والاولاد. ونحن على دراية تامة بتطور التكنولوجيا يوماً بعد يوم وقفزات غير مسبوقة الآوان، مما يجعل من الصعب على الأجيال الأكبر سناً مواكبة التطورات الجديدة.
وهذا لا يعني أن الجيل الحالي أكثر ذكاءاً أو عبقرية، لكن هذا حدث بفعل تعرضهم لعالم يكون فيه الوصول إلى الإنترنت والتكنولوجيا أمراً عادياً وسهلاً، بينما لم يكن للجيل الأكبر سناً تلك الفرصة ولا هذا القدر من التعرض لهذه التقنيات الحديثة. وتلك الفجوة بين الأجيال لها عدة تأثيرات وأهمها:
سوء الفهم والخلافات بين الأجيال بسبب صعوبة فهم أفكار بعضهم البعض عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا.
إستيلاء الجيل الأصغر سناً على فرص عمل أفضل وأهم من الفرص المتاحة للجيل الأكبر سناُ بفضل خبرتهم التكنولوجية المتقدمة في سوق العمل، فالجيل الأكبر سناً يواجه رياح معاكسة يجب عليه مجابهتها.
سرعة حصول الجيل الحالي على المعلومات التي يبحثون عنها بمنتهى السهولة من خلال الانترنت في حين أن الأكبر سناً يلجأون إلى المصادر التقليدية كالصحف والكتب وغيرها مما يكلفهم مجهود ووقت أكثر.
التواصل الاجتماعي بالعالم الخارجي يكون أسهل للجيل الأصغر سناً بفضل سرعة الوسائل الرقمية الحديثة مما يتيح علاقات إجتماعية على نطاق أوسع للتفاعل، بينما يميل الأكبر سناً إلى التواصل عبر المكالمات الهاتفية والرسائل البريدية، فهذا الإختلاف في الأساليب قد يؤدي إلى شعور بالإنفصال العاطفي او الإجتماعي بينهم، أدت شركة -جينريشن- إستطلاع إلى أن العديد من الأشخاص المسؤلين عن التوظيف يفضلون العمال الأصغر سناُ على الرغم أن المديرين أنفسهم افادوا بأن العمال الاكبر سناً الذين جلبوهم قد عملوا بشكل افضل.
عند طرحنا للمشكلة ومناقشة جوانبه لابد من وضع حلول مقترحة لها للمساهمه في تقليل تلك الفجوة بين الاجيال والمحاولة في اذابة بعض الجليد المتجمد بينهم.
فمن الافضل محاولة الجيل الحالي في مشاركة بعض المعلومات والمهارات التكنولوجية مع الجيل الاكبر سناً للوصول إلى لغه تفاهم مشتركة بينهم ولخلق فرص تواصل افضل.
الشركات وجهات العمل المختلفة عليها عامل اكبر في توفير فرص التعليم والتدريب للجيل الاكبر سناً لإعطائه فرص متساوية مع الجيل الحالي في سوق العمل.
وضع سياسات وممارسات داعمة للتغلب على تلك الفجوة التكنولوجية بين الاجيال وامكانية دمج خبرات الاكبر سناً مع تقنيات الحداثه لتكوين جيل خبير ومواكب في دوائر العمل والمؤسسات الاكاديمية.
هذا الفهم المتبادل بين الاجيال يساعد علي مد جسور التواصل لمحو هذه الفجوة وبناء مجتمع اكثر تواصلاً وتفاهماً في عصر التكنولوجيا المتقدمه وتحقيق التوازن والاستفادة من كلا الجانبين لخلق مجتمع اكثر تواصل وتعاون.
لا يوجد تعليقات