قصص كفاح في مهن بلا إرتياح

في كل صباح، يستيقظ ملايين الأشخاص حول العالم ليذهبوا إلى وظائفهم، بعضهم يجلس خلف مكتب مكيف، وآخرون يتعاملون مع الآلات، لكن هناك فئة من البشر تؤدي أعمالًا لا يتخيلها العقل، وظائف صعبة، خطيرة، غريبة، ومليئة بالتحديات الجسدية والنفسية. في عالمنا الواسع، يوجد من يخاطرون بحياتهم لكسب قوت يومهم، ومن يواجهون مشاقًا تفوق الوصف في سبيل إعالة أسرهم. حين نتأمل هذه المهن، ندرك مدى رحمة الله بنا، فمجرد وجود عمل آمن ومستقر هو نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله عليها. الصحة التي تمكننا من العمل، والقدرة على أداء المهام اليومية دون مشقة، كلها نعم لا تقدر بثمن. وفي هذه المقالة، لنستكشف معاً أصعب وأغرب الوظائف في العالم، حيث يتحول العمل إلى مغامرة قد لا تصدقها لولا أنها حقيقية.

هناك وظائف تتطلب جهدًا جسديًا هائلًا، أو تحمل مخاطر قد تهدد حياة العاملين فيها يوميًا. إليك بعضًا من أصعب هذه الوظائف:

عمال المناجم

العمل في المناجم من أخطر المهن، حيث ينزل العمال إلى أعماق الأرض لاستخراج الفحم والمعادن النفيسة. يواجهون خطر الانهيارات الأرضية، ونقص الأكسجين، والغازات السامة، بالإضافة إلى الأمراض الرئوية الناتجة عن استنشاق الغبار المعدني.

صيادو الكابوريا في بحر بيرينغ

ربما رأيت في بعض البرامج الوثائقية كيف يخاطر صيادو الكابوريا في المحيط المتجمد الشمالي بحياتهم وسط الأمواج العاتية والبرد القارس، كل ذلك من أجل كسب رزقهم. نسبة الإصابات في هذه المهنة مرتفعة للغاية، وقد تنقلب القوارب في أي لحظة بسبب العواصف.

عمال تنظيف ناطحات السحاب

تخيل أن وظيفتك اليومية هي التعلق على ارتفاع مئات الأمتار لتنظيف نوافذ ناطحات السحاب! هؤلاء العمال يعرضون حياتهم للخطر كل يوم، حيث يعتمدون على الحبال والمعدات لتثبيت أنفسهم أثناء تنظيف الزجاج الخارجي.

عمال إصلاح خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي

تتطلب هذه الوظيفة التسلق إلى أعمدة شاهقة أو الطيران عبر طائرات هليكوبتر لإصلاح خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي. أي خطأ بسيط قد يؤدي إلى الموت بالصعق الكهربائي.

رجال الإطفاء

من أكثر المهن خطورة، حيث يتعامل رجال الإطفاء مع النيران المشتعلة، ويتحملون الدخان السام، ويقتحمون المباني المنهارة لإنقاذ الأرواح. إنها مهنة تتطلب شجاعة وتضحية لا حدود لها.

بجانب المهن الشاقة، هناك وظائف غريبة قد تجعلك تضحك أو تستغرب من وجودها. بعضها يبدو غير منطقي، لكن هناك أشخاص يكسبون رزقهم منها!

متذوق طعام الحيوانات

نعم، هناك أشخاص متخصصون في تذوق طعام القطط والكلاب لضمان جودته ونكهته! هؤلاء الموظفون يأكلون الطعام المخصص للحيوانات ثم يكتبون تقييماتهم حول الطعم والقوام والرائحة.

نائم محترف

بعض الشركات والمختبرات الطبية توظف أشخاصًا للنوم في ظروف معينة لدراسة تأثير النوم على الصحة، كما أن هناك فنادق تدفع لأشخاص للنوم في غرفها وتقييم راحتها!

ملاحق كرة الجولف

في ملاعب الجولف التي تحتوي على بحيرات، هناك وظيفة مخصصة للغوص في الماء لاستعادة الكرات الضائعة. هذه المهنة قد تكون خطيرة في بعض المناطق التي تنتشر فيها التماسيح والثعابين!

مختبِر الزحاليق المائية

بعض الشركات تعين موظفين لتجربة الزحاليق المائية في مدن الملاهي قبل افتتاحها، لضمان أن الزحاليق ممتعة وآمنة. وظيفة مسلية لكنها تتطلب القفز والانزلاق مرارًا وتكرارًا يوميًا.

معانق محترف

في بعض الدول، هناك أشخاص يعملون كمحترفي عناق، حيث يُدفع لهم المال ليقدموا العناق للناس الذين يشعرون بالوحدة أو القلق!

صانع الأصوات في الأفلام

في الأفلام، الأصوات التي نسمعها مثل وقع الأقدام، تحطم الزجاج، أو أصوات الوحوش ليست حقيقية، بل يصنعها أشخاص متخصصون يستخدمون أدوات مبتكرة لمحاكاة هذه الأصوات في الاستوديوهات.

واقف في الطوابير

في بعض الدول، هناك أشخاص يتقاضون المال للوقوف في الطوابير بدلًا من الآخرين، سواء كان ذلك أمام المحلات الفاخرة أو للانتظار في المكاتب الحكومية.

بجانب الوظائف التي تحتاج إلى جهد بدني، هناك مهن تتطلب تحملًا نفسيًا وعاطفيًا كبيرًا، منها:

عمال المشارح ومتخصصو تحنيط الموتى

هذه المهنة تتطلب أعصابًا قوية، حيث يعمل هؤلاء الأشخاص على تجهيز الموتى للدفن أو التحنيط. التعامل اليومي مع الجثث يجعل هذه المهنة واحدة من أكثر الوظائف رعبًا.

مستمع محترف للمشاكل

في بعض الدول، هناك خدمة تسمى “مستمع محترف”، حيث يُدفع للأشخاص للاستماع إلى مشكلات الآخرين دون تقديم حلول، فقط لمنحهم شعورًا بالراحة.

عامل تنظيف مسارح الجرائم

بعد وقوع الجرائم، هناك فرق متخصصة لتنظيف الأماكن التي حدثت فيها جرائم القتل والانتحار. هذه الوظيفة مرعبة وتتطلب قدرة على تحمل المشاهد الصادمة.

ختــاماً.. عندما ننظر إلى هذه الوظائف الشاقة والغريبة، نشعر بمدى رحمة الله بنا، فكل وظيفة، مهما كانت بسيطة أو معقدة، هي نعمة تستحق الشكر. الأهم من نوع العمل هو القدرة على أدائه، فالصحة هي أعظم كنز يملكه الإنسان. إذا كنت تعمل في وظيفة عادية، فاعلم أنك في نعمة كبيرة، وإن كنت تعاني في عملك، فتذكر أن هناك من يواجهون مخاطر يومية فقط ليكسبوا رزقهم. وأيًا كان العمل الذي تقوم به، اجعل نيتك صافية، واسأل الله البركة فيه، فما دامت اليد تعمل، فالخير قادم بإذن الله.