لن تصدق حتى ترى !!
في كل زاوية من هذا العالم المترامي الأطراف، تنبض الحياة في مجتمعات مختلفة تحمل تقاليدها الخاصة، بعضها عادي ومألوف، والبعض الآخر يدعو للدهشة، بل وأحيانًا للرهبة! تخيل أن تكوني جزءًا من قبيلة لا يُسمح للنساء فيها بقص شعرهن أبدًا، أو أن عليك المرور بطقوس مؤلمة مليئة بالنمل السام لإثبات شجاعتك، أو أن النظافة لا تعني الماء والصابون بل خليطًا من الطين والدخان! تلك ليست مجرد قصص خيالية، بل حقائق حية تعكس طقوسًا متوارثة منذ مئات السنين. قد تبدو لنا هذه العادات غريبة، بل مستحيلة الفهم، لكنها بالنسبة لأفراد هذه القبائل هي رمز للفخر، والانتماء، والهوية. سنكشف الستار عن أغرب العادات والتقاليد التي لا تزال تُمارس حتى يومنا هذا.
1- قبيلة ياو (Yao) – الصين وتايلاند: شعر النساء كنز لا يُمس! في عالمنا الحديث، تُغيّر النساء تسريحات شعرهن باستمرار، ولكن تخيل أن يولد طفلك وهو يعلم أنك لن تقص شعره أبدًا! في قبيلة ياو، تعتبر خصلة الشعر رمزًا للهوية، والمرأة لا يُسمح لها بقص شعرها إلا مرة واحدة في حياتها، عندما تبلغ السادسة عشر من عمرها، في طقس يعبر عن نضوجها. ولكن حتى بعد قصه، لا يُرمى، بل يُحتفظ به ويُدمج في تسريحتها اليومية. يعتقدون أن الشعر الطويل يجلب الحظ والسعادة، وأن فقدانه يعني سوء الطالع. تخيلي كيف يكون الأمر مع شعر يصل طوله إلى أكثر من مترين! يتم تمشيطه بعناية كل يوم وربطه بأسلوب يعبر عن حالة المرأة الاجتماعية فإذا كان ملفوفًا فوق رأسها، فهي متزوجة ولكن بلا أطفال، وإذا كان ملفوفًا بطريقة أخرى، فهذا يعني أنها أم.
2- قبيلة ساتيري ماوي (Sateré-Mawé) – الأمازون: في أعماق غابات الأمازون المطيرة، لا يصبح الفتى رجلًا بسهولة، بل عليه أولًا أن يمر بواحدة من أكثر الطقوس إيلامًا في العالم! في قبيلة ساتيري ماوي، يتم إعداد قفازات خاصة مليئة بنمل الرصاص، وهو نوع من النمل لدغته تُعتبر من أكثر اللدغات ألمًا على الإطلاق، ويُقال إنها تعادل الألم الناتج عن إطلاق رصاصة في الجسد. يجب على الفتى أن يرتدي هذه القفازات لعشرين دقيقة، بينما يلدغه النمل في كل أنحاء يديه. ولكن المهمة لا تنتهي هنا، عليه أن يعيد التجربة عدة مرات على مدار شهور وسنوات، حتى يصبح مؤهلًا ليُعتبر رجلًا بحق في نظر قبيلته. رغم الألم الرهيب، لا يُسمح له بالصراخ أو إظهار الضعف، وإلا سيُعتبر غير مستعد لتحمل مسؤوليات البالغين!
3- قبيلة الهيمبا (Himba) – ناميبيا: كيف يمكن للمرأة أن تحافظ على نظافتها وجمالها دون أن تلمس الماء أبدًا؟ هذا هو الحال في قبيلة الهيمبا الأفريقية، حيث تعتبر المياه موردًا نادرًا، وبالتالي تُستبدل وسائل النظافة التقليدية بطقوس غريبة. تقوم نساء الهيمبا بطلاء أجسادهن بالطين الأحمر الممزوج بالدهون الحيوانية، ليس فقط لحماية البشرة من الشمس الحارقة، ولكن أيضًا كرمز للجمال. أما النظافة، فتتم باستخدام الدخان المتصاعد من حرق أنواع معينة من النباتات، حيث يجلسن فوق الدخان ويتركنه يُطهر أجسادهن.
4- قبيلة الفولاني (Fulani) – غرب أفريقيا: في العديد من الثقافات، يكون يوم الزفاف مليئًا بالفرح والاحتفالات، ولكن في بعض أجزاء غرب أفريقيا، يكون اليوم مرتبطًا بطقس مؤلم جدًا. في بعض مجتمعات الفولاني، العروس تتعرض لاختبار للتحمل قبل الزواج، حيث يقوم العريس أو أفراد عائلته بجلدها بالعصا، وكلما تحملت الألم بصمت، كلما زادت قيمتها كزوجة قوية يُمكنها تحمل صعوبات الحياة الزوجية!
5- قبيلة سورما (Surma) – إثيوبيا: تخيلي أن معايير الجمال كانت تعني وضع طبق ضخم في شفتكِ السفلى! في قبيلة سورما الإثيوبية، تبدأ الفتيات في توسيع شفاهم عن طريق إدخال أقراص طينية متزايدة الحجم، حتى تصل الشفة أحيانًا إلى حجم كبير جدًا. يُعتقد أن هذه العادة تعكس المكانة الاجتماعية والجمال، وكلما كان الطبق أكبر، كلما زادت مكانة المرأة في القبيلة.
ختــاماً.. رغم أن هذه العادات قد تبدو غريبة، بل وحتى غير منطقية، إلا أنها تشكل جزءًا من هوية هذه القبائل وتاريخها. ما يعتبره البعض غريبًا أو غير مفهوم، قد يكون مصدر فخر وانتماء لآخرين. في النهاية، نحن نعيش في عالم متنوع، حيث تختلف القيم والمعايير من مكان لآخر. قد تبدو لنا بعض العادات غريبة أو حتى قاسية، ولكنها بالنسبة لأصحابها إرث يمثل تاريخهم وهويتهم. فلننظر إلى هذا التنوع على أنه دليل على ثراء الثقافة البشرية، ولنحترم الاختلافات التي تجعل عالمنا أكثر تشويقًا وإثارة.
لا يوجد تعليقات