من رقص الطيور إلى سموم البحور

هل تعتقد أن عالم الحيوان ملئ بالمخلوقات التي كل ما تفعله هو النوم و الأكل و الشرب فقط؟ إن كانت إجابتك نعم فدعني أخبرك أنك قد فاتك الكثير. إن كانت فكرتك عن أن الحيوانات لا تمتلك من الغرابة سوى الشكل المميز أو الملامح اللطيفة فأنت بحاجة إلى تغيير نظرتك تماماً. عالم الحيوان ملئ بمخلوقات قد تجعلك ترفع حاجبيك من الدهشة، فهل تصدق أن هناك حيوانات تمتلك 100 صوت بمفردها؟ أو أن الموت ليس السبب الكافي لسقوط الحيوان أرضاً؟ و هل سبق لك أن تتخيل أن هناك طائر قد يكون وسيلته الوحيدة لجذب إنتباه شريكة حياته والزواج منها هي الرقص؟.

الحيوانات ليس فقط ما نراه في الأفلام الوثائقية، هناك العديد من المخلوقات تمتلك مهارات خارقة وأسراراً غريبة بغض النظر عن حجمها أو شكلهاأو حتى بيئتها، هناك بعض الكائنات تمتلك قصصاً غير قابلة للتصديق. أثار عالم الحيوان الفضول و الإعجاب حيث لا يتوقف العلماء عن إكتشاف كائنات غير مألوفة تحمل معها أسراراً عميقة. على سبيل المثال:

طائر الماكو: الطائر الذي يسرق قلوب الجميع معروف بريشه الملون الزاهي و هو واحد من أجمل الطيور في العالم لكن جماله ليس هو السبب الوحيد الذي يجعله من أغرب الطيور في عالم الحيوان،طائر الماكو يمتلك قدرة مذهلة على تذكر الوجوه و الأماكن كما يعتبر من بين أذكى الطيور في العالم، يمكن للماكو أن يتعلم الكلام و يتعرف على أفراد عائلته و أحياناً يتفاعل مع البشر بشكل ذكي للغاية.

الحرباء المبدعة في التموية: هي واحدة من أكثر الحيوانات شهرة عندما يتعلق الأمر بالتموية تستطيع هذة الزواحف تغيير لون جلدها بما يتناسب مع محيطها سواء كان ذلك لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة أو للتواصل مع بني جنسها و أحياناً تستخدمه الذكور لجذب الإناث.

الضفدع الأحمر: المخلوق السام الذي يتنكر بالألوان الزاهية ويبدو مبهجاً لكنه يحمل بين طياته سماً قوياً للغاية حيث أن ألوانه الزاهية تعد منبهاً للحيوانات المفترسة إلى خطره.

الخفاش ذو الأنف الورقي: رغم أن الخفافيش تعتبرمن الثديات التي تستطيع الطيران فإن هذا الخفاش يتميز بخصائص فريدة، حيث يمتلك أنفاً طويلاً إسطوانياً يساعده في تحديد المواقع بالموجات فوق الصوتية و يتغذى على الحشرات ولا يطير مثل باقي أقرانه.

الماعز التينيسي: هو ماعز يعيش بكثرة في ولاية تينيسي الأمريكية يحدث له حالة إغماء مثل ما يحدث مع الإنسان عند التعرض لأي موقف يسبب للماعز التوتر أو الخوف أو حركة مفاجئة، هذا الخلل في عضلات الهيكل العظمي المستخدمة في الحركة، عندما تنقبض هذة العضلات للهرب من خطر ما يشل حركة الماعز تماماً و يؤدي إلى الإغماء.

السحالي رشاشة الدم: سحالي ذات قرون في صحراء أمريكا الشكالية تواجه العديد من الحيوانات المفترسة التي تشكل خطراً على حياتها، لذلك تتخذ أسلوب رش الدم كأسلوب دفاع عن النفس حيث تمتلك عضلتين تبطن الأوعية الدموية حول العينين و الجيوب الأنفية و عند الشعور بالخطر تنقبض تلك العضلات مولدة ضغط على تلك الأوعية الدموية و توقف تدفق الدم إلى القلب و يستمر تدفقه غلى الرأس مما يؤدي إلى تمزق و إنفجار في الأوعية الدموية بالعين والجيوب الأنفية و يندفع الدم لمسافة تصل لأكثر من متر، إذ غالباً ما يهرب المفترس خوفاً، و يمكن للسحالي تكرا إطلاق الدم عدة مرات خلال فترة قصيرة.

من عجائب خلق الله أن جعل العث و الفراشات تشرب دموع الحيوانات الأخرى مثل الثديات و التماسيح و السلاحف للحصول على العناصر الغذائية و البروتين امتواجدين في الدموع، أما عن العناكب فهي تحذو حذو الإنسان في تقديم الهدايا للأنثى لكسب حبها له، يقوم الذكر بإصطياد ذبابة شهية و تغليفها بخيوط الحرير و تقديما للأنثى التي نالت إعجابه، حتى و لم يستطيع في إصطياد ذبابة فيقوم بإحضار أي شئ لا قيمة له ويقوم بتغليفه بالحرير جيداً كي لا يظهر محتواه ويقدمه بمنتهى البساطه حيث أنه يعلم أن الأنثى لن تفتحالهدية إلا بعد إتمام االزواج، وهذا كل ما يهم ذكر العنكبوت.

نذهب إلى حقد و غل الغربان تجاه البشر حيث قاموا مجموعة من العلماء بتربية عدد من الغربان و تقديم الرعاية كاملة لهم من مأكل و مشرب و مسكن و كانوا مسالمين معهم للغاية و كانوا طوال فترة تربيتهم لهم يرتدون أقنعة و من ثم تم إطلاق سراح تلك الغربان، من الغريب أن أستمرت الغربان في مهاجمة أي شخص يرتدي قناع على مدى عدة سنوات، و أعتبرت كل من يرتدي قناع عدواً لها حتى أنها أخبرت الغربان الأخرى عن الذين أسروها، لذلك تعد من أذكى الحيوانات.

أما عن وفاء الفيلة و حزنهم على موتاهم فذلك يبين مدى عاطفية و حساسية الأفيال خاصة عند الموت، فلديها طقوسها الخاصة بذلك، إذا صادف قطيع الفيلة رفات فيل ميت فإنهم يقفون صامتين حوله و محاولة تفقده لمعرفة صاحب الرفات، و عند موت أحدهم يقومون بدفنه و زيارته من الحين للآخر بالوقوف صمتاً بجانبه بالساعات من دون طعام ولا ماء.

للعلم، إنتشار معلومة دفن النعامة رأسها بالرمال هرباً من الخطر لا تمت للحقيقة بصلة، هي فقط تقترب برأسها من الأرض لتستطيع رؤية عدوها بوضوحاً تامن و هذا يعتبر من الذكاء الفطري. كمالوحظ أن النمل يتثاءب مثل الإنسان صباحاً عند الإستيقاظ من نومه. و يجب الحذر من راس الثعبان حتى بعد قطعها لمدة نصف ساعة لأنه ما زال يستطيع نشر سمه في كل مكان.

في النهاية تفجأنا من غرائب الحيوانات التي تم ذكرها و لا يمكن أن ننكر أن كل مخلوق من هذة المخلوقات هو جزء من لوحة فنية مذهلة رسمها الخالق بكل تفاصيلها، يثبت لنا عالم الحيوان كل يوم أننا أمام مشهد لايمكن للبشر أنيفسروه أو يحيطوا به علماً من كافة جوانبه، فكل مخلوق يحمل في طياته حكمة و عظمة خالقها، كل حيوان على حدى تصميم إلهي متقن يحاكي أجمل الأفكار و أغربها في عالم ملئ بالمفجآت، تظل عظمة الخالق تظهر في أبسط تفاصيل حياتنا اليومية، فلنحترم و نحافظ على جميع مخلوقات الله لأنهم جزء من المعجزة التي نحياها كل يوم.