هدية مصر للعالم “المتحف المصري الكبير”
المتحف المصري الكبير (GEM) هو أحد أبرز المشاريع الثقافية والأثرية على مستوى العالم، وهو يعبر عن عظمة الحضارة المصرية القديمة وتجسيدها لعراقة التاريخ المصري. يقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، مما يعزز الربط بين تاريخ مصر القديم والمعاصر، ويجعله مقصدًا هامًا للسياحة العالمية.
الفهرس
فكرة المتحف المصري الكبير
فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير بدأت في أوائل الألفية الجديدة بهدف إيجاد مكان يمكنه إستيعاب التراث المصري الضخم والمحافظة عليه، وتقديمه بصورة عصرية تلائم التقدم التكنولوجي وتطلعات السياحة الحديثة. إنطلقت أعمال بناء المتحف في عام 2002، ولكن تعثر المشروع لعدة سنوات لأسباب مختلفة، منها الثورة المصرية في 2011، التي أدت إلى تأجيل افتتاح المتحف مرارًا وتكرارًا. رغم ذلك، تواصلت الجهود لإستكمال هذا المشروع العملاق ليكون وجهة ثقافية وتعليمية، وواحدًا من أكبر متاحف العالم.
الموقع والتصميم المعماري
يقع المتحف المصري الكبير على مساحة تقدر بحوالي 480 ألف متر مربع، ويبعد عن أهرامات الجيزة قرابة 2 كيلومتر، مما يمنحه إطلالة خلابة على واحدة من عجائب الدنيا السبع. يعد تصميم المتحف تحفة معمارية في حد ذاته، إذ تم اختيار تصميمه عبر مسابقة دولية فاز فيها مكتب الهندسة الإيرلندي “هينيغان بنغ”. التصميم يمزج بين الحداثة والعناصر المعمارية التي تستحضر الحضارة الفرعونية القديمة، حيث يعكس المتحف فكرة الإنفتاح والشفافية بواجهته الزجاجية المميزة التي تتيح للزوار رؤية الأهرامات من داخل المتحف.
إضافةً إلى ذلك، يعتبر الدرج الكبير الذي يتوسط المتحف من أبرز عناصر التصميم. هذا الدرج العملاق يمتد من مدخل المتحف إلى صالات العرض الرئيسية، ويضم مجموعة من التماثيل والقطع الأثرية الضخمة التي تنتمي لعصور مصر القديمة، من بينها تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يستقبل الزوار عند دخولهم.
المجموعة الأثرية
المتحف المصري الكبير يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي تاريخ مصر عبر مختلف العصور، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني. لكن الجزء الأكبر من المجموعة يخص فترة المملكة الفرعونية. أحد أبرز معروضات المتحف سيكون المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة بشكل كامل في مكان واحد منذ اكتشافها عام 1922.
معروضات المتحف لن تقتصر فقط على التماثيل الضخمة والمقتنيات الفاخرة، بل ستشمل أيضًا بعض الأدوات الحياتية والأغراض الشخصية التي إستخدمها المصريون القدماء في حياتهم اليومية. هذه العناصر تُظهر التنوع والغنى في الحضارة المصرية القديمة وتساعد الزوار على فهم أعمق لتفاصيل الحياة اليومية في تلك الفترة.
التكنولوجيا والتفاعل
يستخدم المتحف المصري الكبير أحدث التقنيات في عرض المقتنيات، حيث يتم توظيف تقنيات الواقع المعزز والافتراضي لتمكين الزوار من تجربة تفاعلية مع المعروضات. كما يتم تقديم عروض صوتية ومرئية تسرد قصص القطع الأثرية وتوضح سياقها التاريخي بشكل مبتكر وجذاب. الهدف من هذه التكنولوجيا هو جعل الزيارة ليست مجرد مشاهدة للمقتنيات، بل تجربة تعليمية وثقافية عميقة تمزج بين المتعة والمعرفة.
مركز الترميم
المتحف المصري الكبير لا يعد فقط مكانًا لعرض الآثار، بل يضم أيضًا مركزًا عالميًا للترميم يُعد من أكبر المراكز في العالم. هذا المركز مخصص للحفاظ على التراث المصري القديم وترميم القطع الأثرية قبل عرضها. المركز يضم معامل متخصصة في ترميم مختلف أنواع الآثار، سواء كانت من الخشب أو الحجر أو المعادن أو النسيج. كما يستقطب المركز خبراء ترميم من جميع أنحاء العالم لتبادل المعرفة والخبرات.
تأثير المتحف المصري الكبير
يتوقع أن يكون للمتحف المصري الكبير تأثير كبير على السياحة والاقتصاد في مصر. فهو يمثل إضافة مهمة للبنية التحتية السياحية في البلاد ويعزز من جاذبية مصر كوجهة سياحية عالمية. إلى جانب كونه مركزًا ثقافيًا، يعد المتحف أيضًا محفلاً دوليًا للتعليم والتبادل الثقافي، حيث سيستضيف معارض دولية وفعاليات علمية وثقافية.
الإفتتاح المنتظر
رغم أن المتحف لم يفتح أبوابه بعد للجمهور بشكل كامل، إلا أن العديد من الفعاليات والتجهيزات جارية استعدادًا للافتتاح الكبير. يُتوقع أن يشهد الافتتاح حضورًا عالميًا واسعًا، ليصبح المتحف المصري الكبير واحدًا من أهم الوجهات الثقافية على مستوى العالم، وليواصل سرد قصة مصر القديمة بكل تفاصيلها وروعتها للأجيال القادمة.
ختــاما
المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف، بل هو مشروع حضاري متكامل يعكس قوة الحضارة المصرية القديمة وجاذبيتها الخالدة. مع مرافقه المتطورة، ومجموعته الأثرية الهائلة، وتصميمه المبدع، سيصبح المتحف المصري الكبير علامة بارزة على الخريطة الثقافية العالمية، ومصدر فخر لمصر وللمصريين.
لا يوجد تعليقات